Viewed: 36 - Published at: 9 years ago

اليقظة لا تتلاشى
.كما تتلاشى الأحلام
لا همهمة ولا جرس
،يُبددها
لا صرخة أو جلبة
.تصدر عنها
مُشوشة ومُلتبسة
،هي صورُ الأحلام
.مما يدفع لتفسيرها بطرقٍ عديدة ومختلفة
،اليقظةُ تعني اليقظة
.وهذا هو اللغز الأكبر
للأحلام مفاتيح
،اليقظة تنفتح وحدها
.ولا تسمح بإغلاقها
،تتناثر منها الشهادات المدرسية والنجوم
تتساقط منها الفراشات
،وسخانات المكاوي القديمة
والقبعات بلا رؤوسها
.وجماجم الغيوم
يتكون من ذلك لغز
.لا يمكن حله
.بدوننا ما كان للأحلام أن تكون
والذي بدونه ما كانت اليقظة
،غيرُ معلوم
ونتاجُ أرقهِ
.يستغرق كل من يستيقظ
،ليست الأحلام هي المجنونة
،المجنونة اليقظة
،ولو بسبب الإصرار
الذي به تتشبث
.بمسيرة الأحداث
في الأحلام مازال
،يعيش من مات منا حديثا
يبدو أنه معافى
.ويتمتع بالشباب
اليقظة تطرح أمامنا .جسده الميت
.اليقظة لا تتراجع قيد أنملة
،أثيرية الأحلام تجعل
.الذاكرة تتخلص منها بسهولة
.اليقظة لا تخاف من النسيان
يا لها من صلابة
،تتربع على كاهلنا
،تُثقل الصدر
.تتكوم تحت القدمين
،لا مفر منها
لأنها تُصاحبنا في كل مهرب
وليس هناك من محطة
على طريق رحلتنا
.دون أن تنتظرنا فيها

( Wisława Szymborska )
[ النهاية والبداية وقصائد أخرى ]
www.QuoteSweet.com

TAGS :